مع حلول الليل وانتشار الهدوء في جميع أرجاء المنزل، يأتي وقت النوم الذي يُعد وقتًا سحريًا للأطفال والآباء على حدٍ سواء، حيث تتلاشى ضغوط اليوم ويدعو دفء السرير الأطفال الصغار إلى عالمٍ من الخيال. إنَّه وقت البطانيَّات المريحة، والاحتضان الدافئ، وبالطبع وقت رواية قصص قصيرة للاطفال.
ولكن بعيدًا عن المُغامرات الغريبة والشخصيَّات الساحرة، تحمل حكايات قبل النوم للاطفال أهميَّة أكبر بكثير. إنَّها أداة قويَّة لنقل أهم دروس الحياة إليهم، مُغلفّةً بالمظهر الساحر للحكاية الخياليَّة المُشوّقة.
نُقدّم لك في هذا المقال أكثر من قصة للاطفال قبل النوم والتي ستُساعدك على خلق لحظات من التواصُل مع طفلك، مما يضمن لك أنَّ كل ليلة لن تكون فقط نهاية لليوم، ولكن أيضًا نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر حكمةً لأطفالك الصغار.
أجمل قصص قصيرة للاطفال
وفيما يلي 4 قصص قصيرة للاطفال يُمكنك الاعتماد عليها لتسلية طفلك مع غرز قيمة إنسانيّة رائعة فيه بعد كل قصّة:
اقرأ أيضًا: أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم
1. الفيل وشبكة العنكبوت
في قلب الغابة الخضراء – حيث الزهور الجميلة ذات العبير الرائع وأوراق الشجر التي تُصدر حفيفًا مع النسيم اللطيف – كان يعيش فيل لطيف يُدعى إيلي.
كان إيلي أكبر حيوان في الغابة، ولديه أذنان كبيرتان وخرطوم طويل وكان يُساعد الجميع، مما جعله شخصيَّة محبوبة بين الحيوانات في الغابة. ولكن على الرغم من حجمه، كان لدى إيلي خوفًا سريًا لا يعلمه أحدٌ غيره … لقد كان يرتعب من العناكب!
وفي صباح أحد الأيَّام المُشمسة، بينما كان إيلي يتَّجه نحو بحيرة المياه، وصل الصوت الناعم اليائس لصديقه تيمي السلحفاة إلى أذنيه. “إيلي، هل يُمكنك مساعدتي، من فضلك؟ أنا عالق في شجيرة شائكة، ولا أستطيع الخروج،” توسَّل تيمي.
بدون تردد، استخدم إيلي خرطومه القوي لسحب تيمي بلطف. “شكرًا لك إيلي! أنت شجاع جدًا!” قال تيمي وقد اتَّسعت عيناه بالامتنان. وفي وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، بينما كان إيلي يتذوَّق بعض أوراق الأشجار اللذيذة، اخترقت الهواء صرخة صغيرة. لقد كانت صوفي السنجاب – جالسةً على فرع الشجرة – وعيناها واسعتان من القلق.
“إيلي، أنا بحاجة لمساعدتك! أخي الصغير محاصر في شبكة عنكبوت!” صرخت صوفي وهي تشير إلى شجيرة قريبة.
وما إن سمع إيلي كلمة “شبكة العنكبوت” حتى تسارع قلبه ونبضه وسيطر عليه الخوف. لم يكن يريد الاقتراب من شبكة العنكبوت، لكنَّه لم يستطع ترك شقيق صوفي في ورطةٍ بمفرده. وبنفسٍ عميق، استجمع إيلي كل شجاعته ومشى ببطء إلى الأدغال. وهناك رأى عنكبوتًا صغيرًا يغزل شبكته بعناية حول السنجاب الصغير.
“عفوا يا سيد عنكبوت، هل يُمكنك أن تترك السنجاب الصغير يذهب؟” ارتعد صوت إيلي قليلاً عندما تحدَّث.
توقَّف العنكبوت عن غزل شبكته ونظر بأعينه الثماني الصغيرة المتلألئة بالدهشة إلى إيلي وقال بصوت ناعم كخيوط الحرير: “يا عزيزي، لم أكن ألاحظ ذلك! أنا آسف جدًا على هذا الذعر الذي سببته!”
وبنقرةٍ من ساقيه، أطلق العنكبوت سراح السنجاب الصغير الذي رفعه إيلي بلطف وأعاده إلى صوفي، التي لفّت ذراعيها الصغيرتين حول ساق إيلي في عناقٍ مُمتن. “شكرًا لك إيلي! لقد واجهت مخاوفك وأنقذت أخي!” صرخت صوفي وقد لمعت عيناها بالإعجاب والامتنان.
في هذه اللحظة، أدرك إيلي أنَّه على الرغم من خوفه، إلا أنَّه لا يزال بإمكانه التحلي بالشجاعة ومساعدة أصدقائه. منذ ذلك اليوم فصاعدًا، لم يعد إيلي خائفًا من العناكب، حتى أنَّه أصبح صديقًا للسيد عنكبوت الذي علَّمه كل شيء عن الأشياء الرائعة التي تفعلها العناكب في الغابة.
لقد تعلَّم إيلي أنَّ الشجاعة لا تعني انعدام الخوف، بل تعني القيام بالأمر الصائب ومساعدة الآخرين حتى عندما تكون خائفًا. وهكذا، استمر الفيل إيلي – أشجع حيوان في الغابة – في مساعدة الجميع أينما ذهب!
اطّلِع أيضًا: مجموعة من أفضل كتب القصص لطفلك
2. قصة الأم فروست
في قريةٍ صغيرة وجميلة تقع بين التلال الخضراء والأنهار الصافية، كان هناك شقيقتان تعيشان مع والدتهما. كانت الأخت الكبرى – التي تُدعى آنا – لطيفة ومُجتهدة بقدر ما كانت جميلة، وكان شعرها ذهبيًا كالشمس. أما الأخت الصغرى – إلسي – فكانت على العكس تمامًا، مُدلَّلة وكسولة، لكنَّها كانت المُفضَّلة لدى والدتها.
كل يوم، كانت آنا تعمل بلا كلل في غزل الصوف بجوار البئر، بينما كانت إلسي تُضيِّع وقتها. وفي أحد الأيام المشؤومة، بينما كانت آنا جالسة بجوار البئر تقوم بغزل الثياب، انزلق مغزلها من أصابعها وسقط في البئر. خوفًا من غضب والدتها، انحنت آنا على الحافَّة لاستعادة المغزل لكنَّها فقدت توازنها وسقطت في البئر.
وبدلاً من أن تجد الظلام المخيف، هبطت آنا في مكانٍ رائع يملؤه ضوء الشمس وتنتشر فيه الزهور من كل لون. وبينما كانت تتجوَّل في المكان، وجدت فرنًا رائعًا مليئًا بالخبز. فقال الخبز: “أخرجينا! أخرجينا! لقد خُبزنا بما فيه الكفاية وسوف نحترق قريبًا! بقلبٍ دافئ مثل الموقد، ارتدت آنا قفازات الفرن الموجودة بالقرب منها وأخرجت الخبز بعناية.
تنهّدت أرغفة الخبز بارتياح وقالت لآنا “شكرًا لكِ أيتها الفتاة الطيبة، لن ننسى لطفك.”
وبعد ذلك، التقت آنا بشجرة تفاح كبيرة تئن تحت ثقل ثمارها. توسّلت الثمار لآنا “هزّينا! هزّينا! لقد نضجنا جميعًا!” وعلى الفور قامت آنا بجمع التفاح في مئزرها، ولم تترك أي ثمرةٍ على الشجرة. “كما اعتنيت بي، سيتم الاعتناء بك أيضًا”، همست الشجرة بحفيف أغصانها الهادئ كما لو كانت ممتنة.
أخيرًا، وصلت آنا إلى كوخٍ صغير غريب، لا يعيش فيه سوى امرأة عجوز تُدعى الأم فروست. استقبلتها المرأة العجوز، بشعرها الأبيض كالثلج وعينيها المتلألئة مثل النجوم، وقالت لها: “إذا خدمتني جيدًا وحافظت على نظام منزلي، فستكون لك ثروة كبيرة. لكن حذار، يجب أن تهزّي سريري بقوة، لأنَّه يجلب الثلج على العالم.
“أفهم ذلك، وسأبذل قصارى جهدي لخدمتك بشكلٍ جيد”، وعدت آنا العجوز بصوتها الثابت والصادق. وبالفعل، وافقت آنا وخدمت الأم فروست العجوز بتفانٍ، ولم تُقصّر أبدًا في مهامها.
نتيجةً لذلك، أوفت العجوز بوعدها مع آنا وقررت منحها مكافأة لا مثيل لها. وفي صباح أحد الأيام، بينما كانت آنا تهز السرير المصنوع من الريش، سقط عليها وابل من العملات الذهبيَّة التي التصقت بملابسها وملأت جيوبها. “لقد خدمتني جيدًا، والآن حان الوقت لتعودي إلى عالمك”، قالت الأم فروست العجوز، وهي تفتح لآنا بوابة العودة إلى منزلها.
عندما دخلت آنا، استقبلتها ليس فقط المناظر المألوفة لقريتها، ولكن أيضًا وابل من العملات الذهبية التي تبعتها، والتي حدَّدت طريقها إلى البيت. اندهشت والدتها وشقيقتها عندما روت آنا رحلتها المذهلة.
“هل هذا حقًا مكافأة لخدمتك؟” سألت والدتها وقد اتسعت عيناها بدهشة. أجابت آنا، وابتسامتها مشرقة مثل الكنوز التي أحضرتها إلى المنزل: “نعم، لأن اللطف والعمل الجاد لهما قيمة أكبر من أي شيء آخر”.
عندئذٍ، قرَّرت إلسي الكسولة التي أعماها الجشع أن تبحث عن الأم فروست العجوز لتحصل هي أيضًا على بعض العملات الذهبيّة. وعلى عكس آنا، اتسمت رحلة إلسي بالأنانيَّة، حيث تجاهلت توسلات الخبز والتفاح، وخدمت الأم فروست العجوز بشكل سيئ، وأهملت مهامها وواجباتها.
كعقاب لها، عندما هزت إلسي السرير المصنوع من الريش، انسكب عليها – بدلًا من الذهب – شلال من القطران الأسود الداكن، ملتصقًا بجلدها وملابسها عقابًا لها على كسلها وجشعها. “لم تتعلمي شيئًا من اللطف أو الاجتهاد لدى أختك؟!” تردَّد صوت الأم العجوز فروست حول إلسي وهي واقفة، مبللة بالقطران ومذعورة. ثم فتحت العجوز لإلسي بابًا للعودة إلى منزلها، فعادت وهى غارقة في القطران.
وهكذا، تعلمنا حكاية الأم فروست العجوز أنَّ اللطف والاجتهاد والقلب الدافئ يؤدون جميعًا إلى أفضل النهايات، على عكس الجشع والكسل اللذين يكون وبالهما سيئًا على صاحبهما!
اطّلِع أيضًا: أفضل منتجات تعليم اللغة العربية للأطفال
3. مزمار هاملين
في إحدى القرى الجذّابة ذات الأراضي الخصبة والأنهار والتي تُعرف باسم “هاملين”، حلَّ مأزق غير عادي بالسُكّان، وهو وباء الفئران. لم تكن هذه القوارض عاديَّة، لقد نزلت بأعدادٍ كبيرة، وأفسدت المؤن والمحاصيل وتسبَّبت في خرابٍ كبير للقرية.
وسط اليأس المُتزايد لسكان القرية، وصل شخص غريب يرتدي معطفًا مُتعدِّد الألوان يلمع في ضوء الشمس. ذهب هذا الشخص إلى عمدة القرية وعرض عليه حلاً لمأزق القوارض، حيث قال: “أنا معروف باسم صاحب المزمار، وسأطهِّر مدينتك من هذا الوباء مُقابل ألف قطعة ذهبيَّة”.
بدافعٍ من اليأس، وافق العمدة على عجلٍ وأبرم الاتفاق. مع وجود المزمار في يده، عزف صاحب المزمار لحنًا ساحرًا لدرجة أنَّ الفئران خرجت من مخابئها لتتبعه، وشكلت موكبًا خلفه خارج قرية هاملين حيث انتشروا في الغابة الواسعة خارج القرية ول يعودوا مرةً أخرى.
وكان ارتياح سُكَّان القرية من هذا الوباء واضحًا، حيث ارتسمت السعادة على وجوههم جميعًا بعد أن تحرَّرت قريتهم أخيرًا من هذه الآفة. ومع ذلك، عندما طلب صاحب المزمار مستحقاته، رفض العمدة الوفاء بوعده حيث قال “ألف قطعة ذهبية مقابل مُجرَّد نغمة؟ هذا سخيف! أعتقد أنّ خمسين عملة ستفي بالغرض”
لم يقبل صاحب المزمار هذا المبلغ من العمدة، وبدا على وجهه ملامح الغضب حيث حذّر العمدة قائلًا: “الوعد الذي قطعته هو وعد يجب الوفاء به وإلا ستكون العواقب وخيمة”. لكنَّ تحذيره قوبل بالسخرية والضحك من العمدة!
في فجر اليوم التالي، استيقظ أهل القرية على نغمةٍ مُختلفة. ليس للفئران هذه المرّة، بل كان لحنًا استدعى عددًا ضخمًا من الثعابين الخاطفة وأسراب الجراد على القرية. تسبَّبت هذه الآفات الجديدة في فوضى أسوأ بكثير من التي سببتها الفئران، مما جلب الخوف والذعر مرةً أخرى إلى القرية التي لم تلبث أن تنعم بالسلام.
صرخ العمدة مذعورًا: “أزل هذه الحيوانات يا صاحب المزمار! أيًا كان الثمن الذي تطلبه، فسوف ندفعه!” لكنَّ الصمت كان رده الوحيد. لقد اختفى صاحب الزمار، واختفى معه أي أمل في الإغاثة.
مضت أيّام وأسابيع وقرية هاملين تكافح لمقاومة هذه القطعان من الثعابين والجراد الضار. وفي خضم معاناتهم، عاد صاحب المزمار إلى القرية، حيث قال بصوتٍ هادئ ولكنَّه مليء بالنديّة والشماتة: “أرى أنَّكم قد تعلمتم الدرس جيدًا. الوعد الذي قطعه عمدتكم هو وعد يجب الوفاء به.”
وعلى الفور، تقدَّم العمدة إلى الأمام متواضعًا ونادمًا، حيث قال “يا صاحب المزمار، نحن نتوسَّل إليك، ساعدنا مرة أخرى. سوف ندفع المبلغ المتفق عليه وأكثر إذا كنت ترغب في ذلك. أومأ صاحب المزمار برأسه وقبل الاعتذار قائلًا “المبلغ الأصلي سيكون كافيا، ولكن تذكَّر أن الثقة والصدق لا يُقدّران بثمن.” وبعد أن أخذ صاحب المزمار المبلغ المُتفق عليه، عزف على المزمار لحنًا ساحرًا آخر جذب جميع الثعابين والجراد حيث تبعوه خارج قرية هاملين إلى أعماق الغابة، وكما الحال مع الفئران لم يعودوا أبدًا.
وبذلك، غادر المزمار مدينة هاملين، تاركًا وراءه بلدة تعلمت القيمة الحقيقيَّة للوفاء بالكلمة. عقابًا على كذبه وخيانته للعهد، استقال عمدة القرية، وأقام سكان القرية نصبًا تذكاريًا لصاحب المزمار على ضفاف النهر لتذكير الأجيال القادمة بأهمية الثقة والنزاهة.
اغرس حب القراءة مبكرًا في طفلك مع كتب التعليم المبكر ورياض الأطفال
4. جيلي الزرافة: الطريق إلى قبول الذات
في منطقة حشائش السافانا المُشمسة في سيرينجيتي، عاشت زرافة صغيرة تُدعى جيلي. على عكس الزرافات الأخرى التي كان فراءها مزيجًا لطيفًا من اللون البني والأصفر أو البني المحمر، كان لدى جيلي مزيجًا مُذهلاً من اللون الأصفر الذهبي واللون الباروني الداكن الذي يلمع تحت أشعة الشمس. علاوةً على ذلك، كانت رقبتها أطول بكثير من رقاب جميع الزرافات البالغة في قطيعها.
غالبًا ما كانت جيلي تشعر وكأنَّها شجرة نخيل بين الشجيرات، تعلو فوق أصدقائها الصغار والكبار على حدٍ سواء. وكان أصدقاؤها كُلَّما لعبوا لعبة الغميضة يعثرون على مكان جيلي من بعيد بكل سهولة، حيث كان رأسها يطل من فوق أشجار السنط. هذا الارتفاع جعلها تشعر بالخجل، وكانت تتمنى في كثير من الأحيان أن تتقلص قليلاً لتندمج مع زملائها في اللعب.
بعد ظهر أحد الأيام الدافئة، وبينما كانت الشمس ترسم الأفق بظلال من اللونين البرتقالي والوردي، ضاع صغير حمار وحشي بالقرب من النهر. كان القطيع قلقًا، وانضمت كل الحيوانات للبحث عن صغير الحمار الوحشي المفقود. نظروا خلف الشجيرات، وحول فتحات الري، وفي البقع الموحلة، لكن صغير الحمار الوحشي لم يكن موجودًا في أي مكان.
راقبت جيلي جهود البحث وهي واقفة في الخلف، حيث شعرت بأنَّها منفصلة إلى حدٍ ما عمّا يحدث بسبب طولها. شعرت والدتها بعدم الراحة لدى ابنتها، فدفعتها بلطف. “لماذا لا تلقي نظرة من الأعلى يا جيلي؟ “قد يكون طولك هو ما نحتاجه الآن،” اقترحت والدتها بابتسامة.
متشجعةً ولكن لا تزال مترددة بعض الشيء، قامت جيلي بتمديد رقبتها الطويلة إلى أعلى، وقلبها ينبض في صدرها. شعرت بموجة من الخوف، ماذا لو أنَّها لا تزال غير قادرة على رؤية الحمار الوحشي، أو ما هو أسوأ من ذلك، إذا لاحظت الخطر بعد فوات الأوان؟ متجاوزةً شكوكها، قامت بإلقاء نظرة على الأشجار الطويلة.
ثم رأته – جسمًا مخططًا صغيرًا بالقرب من النهر، بعيدًا عن المكان الذي كان الآخرون يبحثون فيه. وبثقةٍ جديدة عليها، نادت جيلي بصوت عالٍ وقادت القطيع إلى صغير الحمار الوحشي. طولها الفريد، الذي كانت تعتبره دائمًا عيبًا، أصبح بطل القصّة في هذا اليوم!
في ذلك المساء، وبينما كان القطيع يحتفل بعودة الطفل سالمًا، شعرت جيلي بالدفء في صدرها ينتشر في كل مكان. وبمرور الوقت، أصبحت جيلي تُقدِّر طولها بشكلٍ كبير. لقد ساعدت أصدقاءها في قطف الأوراق الطازجة من أطول الأشجار وراقبت المخاطر البعيدة، حيث كانت بمثابة حارس عملاق لطيف يُنبّه الجميع إلى الخطر قبل قدومه.
إنَّ الشيء الذي جعلها تشعر بأنها في غير مكانها جعلها الآن جزءًا لا يتجزأ من مُجتمعها. وبينما كانت تمشي مع صديقها ذات مرّة، قالت لها: “جيلي، سنضيع دون مراقبتك. تستطيعين رؤية أشياء لا يمكننا حتى أن نحلم بها من هنا! سنضيع حتمًا بدونك.” وقد ترك هذا الكلام تأثيرًا رائعًا على جيلي.
وبذلك تعلَّمت جيلي أنَّ ما يجعلنا مُختلفين يُمكن أن يجعلنا مُميَّزين. لم تكُن صفاتها الفريدة مُجرَّد سمات يُمكن التعايش معها، بل كانت نقاط قوة يُمكن أن تساعد الآخرين بطرق لا يستطيع أي شخص آخر القيام بها. منذ ذلك اليوم فصاعدًا، لم ترغب جيلي أبدًا في الانعزال أو الشعور بالخجل مرةً أخرى. وبدلاً من ذلك، كانت تقف فخورةً ببقعها الصفراء الذهبيَّة والمارونيََّة، وممتنةً لرقبتها الطويلة.
اطّلِع أيضًا: أفضل كتب الأنشطة لمساعدة أطفالك على تنمية مهارات القراءة والكتابة والمزيد!
ختامًا، عندما تنتهي من السطور الأخيرة من قصَّة ما قبل النوم وتسقط الغرفة في سكونٍ تام، فإن تأثير تلك اللحظات الثمينة يبقى لفترة طويلة بعد أن تخفت الأضواء. هذه القصص تفعل أكثر من مُجرَّد الترفيه، إنّها تغرس القيم وتثير الخيال وتضفي العديد من الدروس إلى عقل الطفل.
عند الاختيار بين مجموعة من قصص للاطفال قبل النوم، يجب أن تعلم أنّ كل قصَّة تُمثّل فرصة ثمينة لنقل الحكمة لدى طفلك. وبينما ينجرفون إلى عالم الأحلام، تترسخ الدروس المستفادة من هذه القصص في أرواحهم وقلوبهم وعقولهم، مما يعزز نموهم الأخلاقي وفهمهم للعالم من حولهم.
لذا، إن كنت تبحث عن قصص قصيرة للاطفال فإنّ هذا المقال هو لك! وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مُدونتنا التي ستكون دليلك الشامل لمعرفة كل ما يتعلّق بتربية وتعليم طفلك، وتعزيز رفاهيّته بشكلٍ عام!
المصدر: dreamlittlestar